الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

على صدر حماه

وعلى صدر حماه يغفو الشهداء وملء أجفانهم حلم خديج لم يزل يحدثهم وإن مضت ارواحهم , وملء أفواههم إبتسامه لايغادرها فرح كيف لا وقد مضو إلى بارئهم وضمائرهم ترقص فرحا للقاءه بعد أن أنتفضو نصرة لكرامتهم في ثوره الكرامه فقضو لأجل ذلك كما قضى الأحرار عبر التاريخ وبقيت أرواحهم مضيئه كالنجوم تحفز الطامحين إلى فضاء الحريه الوثير

يغفو الشهداء على صدر حماه فرحين بما اتاهم الله وقد أبدلهم بالكرامه التي أنتفضو كرما لها كرامة أجل ومنزله أعظم وهي كرامه الشهاده ومنزله الشهيد فليهنئو بما أوتو

ولدانا وشيبا تسجى أجسادهم على أعتاب مسجد علي بن أبي طالب ثم يحملون على الأكتاف ويسار بهم إلى حيث يدفنون لتضج الدنيا والعالم باهازيج أبراهيم قاشوش (سوريه بدا حريه ) فصوته مازال هناك رغما عمن أقتلعو حنجرته ليسكتو صوت الحريه , و كصوت العاصي بقي ليعلو فوق صوت المدافع والرصاص

هي الكرامه إذا ولاسواها
نعم إنها الكرامه وثوره الكرامه وثأرها الذي ظل ومنذ الثمانينات جرحا غائرا وموغلا في أفئده الحمويين ولم يجزهم من ألمه القاتل سوى ألتفافهم حول ذكريات شهدائهم كل حول وفي ذات الموعد ليحيو موعدا أشبه مايكون بذكرى نكبه

نعم هي ثوره الكرامه في حماه وحين ينتفض الحموي لكرامته يأتي صوته مجلجلا كصليل السيوف ذائعا كصيت كريم حازما ككلمه حق لايحمله الموت على التراجع قيد أنمله , ولايضيره كم من النعوش حملت إلى المقابر وكم من الجثث سحلت ومثل بها على يد حزب الله ومن يقبعون تحت تأثير المرجعيه واللاهوتيه القوميه

وفي عرف الثورات عبر التاريخ كان الدم هو قربان الحريه لذا فقد قدم الحمويون قبل عقدين مالم يقدمه أسلافهم الذين سبقوهم على طريق النضال من أجل الكرامه وهاهم يعاودون العطاء ولكن من يفترض انهم حماة االديار مضو بماقدمته حماه إلى (كهنوتهم) المبجل في دمشق بعد أن عاثو خرابا بكل ماأمتدت إليه مدافعهم ورصاصهم من مشارف حماه إلى ميدان العاصي في قلبها

نعم هي ثوره الكرامه التي أمعن النظام العلوي في إمتهانها ومنذ عقود بل وأسرف في ذلك وقد جعل من القيم والمباديء الأشتراكيه والتقدميه والقوميه التي تتقاطع ضمنا مع قيم الأسلام الحنيف جسرا يعبر من خلاله إلى منصه الحكم ليحكم حصاره على الهدي النبوي الشريف وأنتباعه ذلك المنادي بصلاح الشام ففيه صلاح الأسلام وتعافيه من سقمه ونهوضه
وهو (أي صلاح الشام) ماالا يريده الأسد ومن هم بين ظهرانيه في سده الحكم وقد حملو أجنده مهرت في طهران وأُتي بها على مايشبهه حصان طرواده حتى أستقرت في باحه قصر الحكم ليتلى دستورها الصفوي آناء كل مؤتمر قطري لحزب البعث وأطراف كل لقاء ثنائي يجمعه بمن يبعثه المرشد الأعلى
ولكنها الكرامه والمعتقد قبل ذلك وهما الصخره بل الجبل الذي تتحطم على عضده ألاف الموآمرات والأمال التي ظل الفرس يعقدونها ظنا منهم أنهم سيحكمون الحصار على جزيره العرب ليعودو إليها فينبشو قبر الفاروق الذي أسقط ملكهم ومملكتهم حين كان الأسلام في أوجه فحملو عليه في كتبهم مالم يحملوه على شمر بن ذي الجوشن الذي قتل الحسين رضي الله عنه

تتشابه الظروف وربما المعطيات السياسيه وتتشابك أيضا فحينا يلفها الغموض الذي يكتسي به الموقف العربي المتشرذم حيال مايفعله الجيش في سوريا
وحينا يظهر جليا أن قاده العالم يعون جيدا أبعاد مايفعله الاسد وشبيحته وجنده في حماه وحمص ودير الزور ومعره النعمان وقبل ذلك في درعا وجسر الثغور وأنه لايعدو كونه ضابطا صغيراا يأتمر لقاده الحرس الثوري وينصت لتعاليم الباسيج

ولكنها حماه وإن نكث حماة الديار بعهدهم ستظل عصيه كالنهر الممتد خلف ذراعيها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق