الخميس، 30 ديسمبر 2010

وشاخ الحب





بعثت إليها بباقه من ورد وأرفقتها ببطاقه تهنئه كتبت خلفها :

منذ عبثكي الطفولي الأول وأنتي ترتعين في أوردتي وما أن أشتد عودك حتى حلقتي بعيدا

وهاقد شاخت أروقه القلب وأصفرت أوراقه فهلا تركتني أتوسد منك الوريد وأتفيء
أضلعك فقد أضناني الركض وهجير العمر يمتص مابقي في جسدي من ماء الحياه؟

وما إن وصلتها حتى حملتها برفق ووضعتها بجانب أريكتها المفضله ولكنها لم تقرأ الرساله
فهي لاتعرف لغه الورود




مسرعة عادت إلى حجرتها لتتزين فزوجها على وشك الوصول وهي أعتادت منذ اليوم
الأول لزواجهما أن تأسره بجمالها ودلالها وماأن عاد حتى ركضت إليه وعانقته مبتسمه
ولم تنتظر أن يسألها فبادرته قائله : سنرزق بطفل


وسريعا كانت التهنئه ولكن دونما باقه ورد ودونما بطاقة تهنئه فهو شريك في المناسبه
على كل حال




كان حملها الأول لذا فقد كان غايه في الصعوبه ومرت بها الأيام ثقالا ملؤها الألم والمعاناه
ولكنها كانت دوما تحدث نفسها بتحقيق ذلك الحلم لذا كان الألم جميلا في سبيل تحقيق
الأمل






ومرت الأيام والشهور سراعا حتى إنقضت الشهور التسع 
وضعت طفله غايه في الجمال والبهاء وضاءه الجبين رائعه المبسم
وقد أخذت عن والدتها ملامح الجمال وتطبعت بطباعها مع مرور الزمن




تمر السنون سراعا والطفله تكبر وتكبر والأم كذلك حتى أصبحت تلك الطفله فتاة يانعه
رائعه الجمال وتسابق الرجال من أقاربها لخطبتها




تزوجت بأحد الأثرياء وسافرت إلى مدينة أخرى للإقامه والأم تتحرق إلى لقائها وهكذا
كان لها ففي العام الأول عادت إليها بماشاء الله من الهدايا وفي العام الثاني بعثت إليها
ببعض من الهدايا وبطاقه تهنئه بعيد الأم وقد كتبت لها (شكرا أمي الحبيبه)




وفي العام الثالث كانت تنتظر مولودا فعزفت عن زيارتها ولم تبعث لها بشيء




ومضت السنون وشوق الأم يتعاظم وألامها كذلك فهي لاتملك في هذه الحياه سوى إبنتها
بعد أن هجرها الزوج ومضى إلى غيرها فهي لم تعد تلك الجميله التي تعود أن يراها




وذات صباح وكعادتها أطرقت مليا ومر بها شريط الذكريات سريعا وضحكات إبنتها
ونكاتها وقررت أن تكتب إليها




ذهب لبائع الورد ووجدت بالباب عجوزا خرفه تتكيء على الحائط تستجدي الماره حسنة
تسد بها جوعا بدا أثره جليا على يديها وكتفيها النحيلين


ولأنها لم تكن تملك من المال الكثير قررت أن تبتاع الورد وتعود بالعجوز إلى منزلها
لتستضيفها فهي على وشك أن تصبح مثلها غير أنها تملك منزلا يؤيها وفي ذلك فرق
كبير




في المنزل بدا السكون مربعا وردهات المنزل تنفث رائحه الوحده وقرع حذائيهما يجلجل
في المكان




حدثت المضيفه ضيفتها طويلا ثم أطرقت وقالت :


ماأقسى هذه الحياه منذ زمن وأنا أعيش هنا وحيده لامؤنس لي من هذه الوحده التي حنت
قامتي ونخرت عظامي وذهبت بعافيتي
لقد هجرتني أبنتي وسافرت برفقه زوجها إلى مدينه أخرى وقد ذهبت إلى بائع الورد
وأبتعت باقه لأرسلها إليها فاليوم هو عيد الأم ولابد أنها رزقت بأطفال ولربما جعلها ذلك
تحن إلي




ثم أطرقت مليا


إلفتت بعد برهه إلى ضيفتها فلمحت عينيها وقد أغرورقت بعبرات ملؤها الحزن والآسى
وكانت تعتقد أن ماذكرت قد أحزن الضيفه


سريعا قالت : هلا ساعدتني في صياغه بعض الكلمات لأرسلها إلى إبنتي ؟




فجاءها الرد بصوت شاحب قد أضناه تعب السؤال طوال سنون وأنهكه هوان النفس : بلى سأساعدك ولكن عديني أن لاتكتبي إلا ماأقوله لكي
قالت : لكي ذلك
فقالت العجوز : إذا أكتبي :

منذ عبثكي الطفولي الأول وأنتي ترتعين في أوردتي وما أن أشتد عودك حتى حلقتي بعيدا وهاقد شاخت أروقه القلب وأصفرت أوراقه فهلا تركتني أتوسد منك الوريد وأتفيء أضلعك فقد أضناني الركض وهجير العمر يمتص مابقي في جسدي من ماء الحياه؟


هنا أجهشتا بالبكاء

الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

عطر الكتابه





دمعتين وسمهـن عطـر  الكتابـه
وراحتين الحبر من دونك ودونـي
دامك اللي مارضى قبل  إنسكابـه
كيف تبخل به على مثلك  عيونـي
ودامي اللي ميت(ن) عشق وصبابه
كيف ماتغـرق مداهلـك بجفونـي
كيف أنا ويـاك والحـال  يتشابـه
ماجمعنا كود خنجـرك وطعونـي
مستذير الحرف يسبينـي إغترابـه
وآتعدى منطـق العقـل  لجنونـي
لي طويل الهم وجـروح المهابـه
ولك دموع(ن) لو تحير  يفتنونـي
جيت تسكني وآنـا كلـي رحابـه
ورحت تهجرني وآنا اكذب ظنوني
ولالقيت بكل حكيـك لـو إجابـه
للسوأل اللي تحدر مـن شطونـي
والنصيب اللي وقف بي عند بابـه
شرع أنفاسي على(ماقـد يكونـي)
تعزف أيامي علـى لحـن الكآبـه
مثل ماتعرف على العود اللحونـي
ودامك اللي مارضى قبل إنسكابـه
كيف تبخل به على مثلك  عيونـي

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

مملكه على جماجم الشعراء






وعلى حين غره تلفعو السواد مدججين ببنادقهم وإلحادهم وسارو على ضفاف الحروف وقطعو أوديه الكلمات ليحطو على منابر الإعلام ويشنو غاراتهم الغاره تلو الأخرى وماهي إلا سنوات حتى دانت لهم مدن الأدب وعواصم الشعر فسارو على جماجم المثقفين وبنو من أطرافهم كرسي الملك وتناوبو على حكم ممالك الشعر والأدب بالنار والحديد فنصبو المشانق وأمعنو في صلب كل من يتمتم بقصائد المتنبي ونصوص أحمد شوقي
تلكم هي حكايه الأدب العربي
وكحال الوطن يكون الأدب
ولعل تراجعنا كأمه عربيه على كافه المستويات هو ماهيأ لثله من مرتزقه الشعر والأدب أن يصبحو أعلاما يشار إليها بالبنان ويتهافت العامه على شراء كتبهم ودوواينهم حتى كادو أن يصبحو ظواهر أدبيه لاتتكرر
وقد زاد الأمر سوء فأصبح أعلام الشعر والأدب في بلادنا يكيلون لهم المديح ويسهبون في تمجيدهم وهم لايدركون أنهم ذات العصابه التي حطمت كل القيم والمباديء التي تحمي المجتمعات

ففي لقااء لأحد الشعراء الذين يفترض أن يكون على مستوى عال من الوعي والإدراك ذهب شاعرنا الفذ لكيل المديح لشاعر الإلحاد نزار قباني ووصفه بالكثير من العبارات الشاعريه الرنانه فهل قراء له النص الذي تعرض فيه للصلاه وأعلن صراحه أن من يصلي كمن يعيش في حظيره أغنام



الصلوات الخمس لا أقطعها
يا سادتي الكرام
وخطبة الجمعة لا تفوتني
يا سادتي الكرام
وغير ثدي زوجتي لا أعرف الحرام
أمارس الركوع والسجود
أمارس القيام والقعود
أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام
وهكذا يا سادتي الكرام
قضيت عشرين سنة..
أعيش في حظيرة الأغنام
أُعلَفُ كالأغنام
أنام كالأغنام
أبولُ كالأغنام)

أو هل قراء له

أشهد أن لا إمرأه إلا أنتي

ولم يكتفي شاعرنا المبدع بذلك بل عرج على ملحد آخر وهو أدونيس وكل له من المديح الكثير والكثير وليتني أعلم هل عرف شاعرنا أن أدونيسه هذا قد إستبدل إسمه (محمد علي ) بأدونيس والذي يعني الأله باللغه الفينيقيه

أمعنت النظر وتمعنت ملامح شاعرنا ولم ألبث طويلا حتى أهتديت إلى يقين مفاده أن أغلب شعرائنا للأسف نشئو في عصر الدوله الأدبيه الملحده وتشبعو بأفكارها دون وعي فأصبحو كالأبواق يمر الصوت من خلالهم ويكبر ويكبر وهم لايستطيعون فهم الكلمات التي تقال من خلالهم؟

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

الطموح





الحياه أكبـر مـن إحبـاط وخسـاره
والطموح أرحب من العمـر  المديـد
والعمـر سكـه وخلـق الله  عبـاره
عن قوافل مـن إمـاء ومـن  عبيـد
والأوادم يـوم تطـمـح للـصـداره
في نواظرها سنـا العيـش  الرغيـد
تـارة(ن) تاصـل مراميهـا  وتـاره
تاقـف الدنيـا ورى الحـظ العنـيـد
والحضيض اللي ليـا نـوخ  بكـاره
في نهار يشيـب لـه حتـى  الوليـد
لينه اللـي عـاش عمـره  بإعتبـاره
ساعة(ن) تمضـي ولاهـو  مستفيـد
سلام ياشيخ(ن) حوى لهفـه صغـاره
لفهـم بالبشـت فـي يـوم الضديـد
ياذرى منهـو طفـى ضـوه  ونـاره
والعـرب بقفـاه ف اليـوم  الشديـد
أنا هذاك اللـي علـى متنـه آمـاره
من تزهال الثقايل ساعه إحجام العضيد
يطرد أقرانـي ورى جـاه  وتجـاره
وأطرد أيامـي وأنـا مالـي  طريـد
وكلما ضاقت بمثلي عمد يـم المنـاره
وإنتبز له ركـن فـي ذاك  الصعيـد
والبحر لو فض لولوه عـن  محـاره
كان ماتلقى لمحاره رغـاب  ومريـد
والمجد في عصر التمدن والحضـاره
صـار مـن حـظ المنافـق والبليـد
والخفوق اللـي باحاسيسـه جسـاره
من قساته تحسـب إنـه مـن حديـد
فز من وكـره وحلـق فـي  مـداره
وإنتحى يرقـب حبـاره مـن  بعيـد
محري إنه لو يعشـي مـن  ظفـاره
جايـع أنفاسـه فـلا غيـره  يصيـد
والقصيد أحيان يصدر عـن  مـراره
تشتعـل مابيـن خـفـاق  ووريــد
والكلام اللـي غـدا قبـل  إختمـاره
مايـزيـن إلا لـيـا زان القصـيـد
ولا يزيـن مـن القصيـد إلا خيـاره
فكرة(ن) تقدح مـن الـراس  وتقيـد
من هجوس الشاعـر اللـي بإقتـداره
يكتب إحساسـه علـى ماهـو يريـد
يقدح المعنـى مثـل قـدح الشـراره
دام له إسلـوب عـن غيـره  فريـد
والعنود اللـي لفـت مثـل البشـاره
ورتبـت فـن التعامـل مـن  جديـد
وأثبتت بـإن الرقـي فعـلا  مهـاره
تلـزم الإنسـان لجـل إنـه يجـيـد
كيف يتعامـل مـع النـاس بشطـاره
وكيف يتأقلـم مـع البغـض ويزيـد
من رصيده في قلـوب(ن)  مستثـاره
مـن عداوتهـا غـدت مثـل الجليـد
فإن غدت ماهي على مثلـي خسـاره
والطموح أرحب من العمـر  المديـد

الأحد، 26 ديسمبر 2010

قالت جدتي



على مدى قرن ونيف أبت الخطوب إلا أن تحفر الجراح في قلوبهم فأبو النسيان وآثرو أن تبقى كنار يعلوها الرماد على أن يجعلها الغير رمادا يعقب القبس فقد مات فارسهم غدرا وغيله
من هنا أو من هناك بدأ الفارس يشق البيدا والظلام والظلم معا وكفارس حق فقد أمضى حياته والحق بين شفتيه وقلبه

آنذاك لم تكن فروسيته لعيني جاريه ولا لمنصب أراد ولا لكسب المديح ولكنه كان يحمل رساله أجل وأسمى من كل ذلك ولم تكن آراءه لترضي علية القوم في حينها لأن الحق الذي كان يقول وقد قرأه في كتاب الله عز وجل يجرم الكثير من أفعالهم بل ويحرمها الأمر الذي سيحرمهم ماأعتبروه لضرب من الزمن إمتيازات لهم وهي في الأصل رشوة حرمت وتحريف لآيه المواريث وأكل لمال اليتيم وهم بذلك كأئمه الشيعه الذين لو إعترفو ببطلان مذهبهم لخسرو مايحضون به من مال ومتعه وإجلال


ولأن الحق يعلى ولا يعلى عليه فقد بزغ نوره إلى عقول منع النور عنها ردحا من الزمن بفضل فارسنا فضاق الجبناء به ونوره وكادو له ماشاء الله من الدسائس والفتن وكان أن تحول كل رجل فيهم إلى (وحشي) فعتقو رماحهم وسهامهم في السم وأوصو (وحيشا) أن يخرج به إلى حيث يرى لهم ظهره النحيل ليوسعوه طعنا ونبلا وهكذا فعلو فترجل بعد أن أثقلته الجراح وأثخنته الطعون وكالطود الشامخ ظل متماسكا لشهور ثم تهاوى كشجرة وارفه كانت تظلل الضعفاء


أما تلكم الدماء التي سالت من جسده فقد تشربتها الأرض حتى ربت وأنبتت نورا وفرسانا يحملون ذات الرساله التي حملها ومازالت ذات الدماء تجري في أوردتي ومازال ذات الحلم الذي عاش الفارس يحلم بتحقيقه يراودني بالرغم من أن أكثره تحقق ومازالت ذات الجراح وذات الطعون كالندبات في أنفاسي أشعر بها كلما كتب الله لي لحظه أخرى في هذه الحياه وستزول يوما بحول الله


أحبتي
فارسي لم يمت من مات هم زمره الطغاه والظلم ومازال فكر ذلك الفارس راسخا كالطود في أرض الحجاز
هذا ماقالته لي (جدتي)

السبت، 25 ديسمبر 2010

الحريه






من منا لم يتألم ,ومن منا لم تخنقه العبره وهو يفتش بين ذكريات الأمس عن متنفس يأوي إليه وعن ملجأ يتنفسه هربا من واقعنا المرير .
وأينا الذي لم يعتصره الألم وهو يتأمل ذات الواقع , ويسلط الضوء على مزاوله السواد الأعظم من مجتمعنا للحريه بشكل فوضوي ومسيس , تلكم الحريه التي يفترض أن تكون قانونا يجرم الفوضى ويقزم الفوضويين.


تعالت أصوات اللامعنى ,وعلت همم القوم حاثين الخطى للمضي فيما يشبه الحلقه المفرغه , وأقتلعو الشجر المثمر لينصبو تمثالا إسمنتيا للحريه , فيما تهاوت الأمثله الحيه من عقولهم وجوارحهم , وأماطو جسور الخلق الرفيع ليبنو أبراج للماده والجسد والبحث عن السلطه وتسيير من حولهم كيف شاءو ومتى أرادو

فإذا كانو نخب المجتمع هم الذين يحلقون بمجتماعاتهم في فضاء القانون الرحب والحريه الفارهه فنخب مجتمعنا إلا من رحم الله هم من حطو بمجتمعاتنا المحلقه على أرض وحله زرعت باللاوعي وغذيت بإنتهاك الحقوق والإساءه إلى الغير

(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)

هذا فيما يخص عليه القوم ومن يعتبرون أنفسهم مسؤولين وهم لم يفوضو ممن يعنيهم الآمر
ولكن سعيهم للظهور أنساهم أن طالب الولايه لايولى وهم بذلك طالبو ولايه ولكن بشكل لايرى كما هو,
اليوم نحن هاهنا وغدا لانعلم أشر نسام به أم خير يسعدنا
ولكن ألم يحن الوقت لنستعد لدار البقاء ونتقي الله في من تاجرنا بقضاياهم سنون عديده حتى إبتلعنا سنابل السنوات السبع ولم نبقي للقحط شيئا

(لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه)

لأولئك الذين ملأت قلوبهم بالحقد حتى أصبح كالنار تأكل الهشيم وتمضغ الأخضر
لأولئك الذين لبسو ثياب التقوى تاره وأعملو في العامه بإسم الدين ولبسو ثياب المنطق تاره وأصابو رغبات العامه بالإستقرار والبناء في مقتل وتاجرو بقضيتهم للوصول إلى أهدافهم ولبسو ثياب المبادره بتصحيح الأوضاع تاره فقفزو على أبسط مفاهيم الخلق الحسن فأغفلو أراء القوم وكبارهم الذين أسسو وبنو وعلى أكتافهم نمت وترعرت فصول التاريخ المجيد وبإسم الشعب وبإسم مطالبه وحقوقه لنا أن نغفل الأدب والأخلاق وأن نتجاوز القيم والمباديء
وليس هكذا تورد الإبل ياأهل العلم والقلم

(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)
لأولئك الذي لايعرفون معنى التكافل والتراحم إلا كغطاء وضعوه لتمرير أهدافهم ولأولئك الذين لايعلمون ذات المعنى إلا في سعه من الرزق والعيش الرغد ولألئك الذي لايعلمون مالذي يجري حولهم

تلكم هي مزاوله الفوضى وإنتهاك حقوق الغير بإسم الحريه وبإسم الشعب وقضايا الأمه
وفي مجتمعنا القروي البسيط تتجلى في أبشع صورها

أطراف الهدب

M1x03910


إحدى النوافذ القديمه أفتحها على مصراعيها على سنوات مضت ونص غارق في القدم




متعب أطراف الهدب دمع وكحـل
مثقلا بالحزن ليـن آخـر مـداك
لو قطعت الوصل بأسياف  ونصل
يستحيل الحلم لين آصـل شفـاك
أصلب أوراقي على دروب الوصل
وأشطب أنفاسي لجل تسمع  غلاك
ريـح خلـي يالخرامـى والنفـل
واعذابي لاغـدا لغيـري رجـاك
والدروب اللي تراودنـي أرتحـل
لانويت أرحل سمعت آخر  نـداك
لمنـي ماعـاد فينـي وأحتـمـل
شلت همك لين ضيعنـي  هـواك
لاتملمـل ماغـدا بقلبـي  محـل
كل جرح(ن) وأشتعلبي ثم  ضواك
وكل جرح(ن) لكل بقلبي من  قبل
طاح من عيني قبل تسمـع فـداك
ولو قطعت الوصل بأسياف ونصل
ماطفيت بداخلـي شمعـه غـلاك



الجمعة، 24 ديسمبر 2010

سافر



سافر
وإرحل بجرحك حبيبي
يكفي هذا الليل جرح
وتكفي دموعك خناجر

سافرت كل الوجيه
وإرحلت كل القلوب
تدري احبك بس خايف
لو بتاخذك الدروب

لو بترحل عن عيوني
وارحل بجرحي لباكر

هالمسا لون عيونك
شمس وصباحات ومدن
تدري الدنيا بدونك
ضيقه وهموم وحزن

وتدري إني دون شوفك
آهتي تملى الحناجر

باعدت قلبك سنيني
وإرحلت كل الأماني
كان قلبك مايبيني
كان غيري حل مكاني

عدني خاطر ومرك
مر من ضمن الخواطر

إنسني وارحل كفاك
راح من عمري الكفايه
وارحل بجرحي معاك
لاتظن هذا برضايه

وخل من عود جروحه
تاقف بشط المحاجر

قلي بس شلون بانسى
لو بترحل عن عيوني
هو لهذا البحر مرسى
يقدر يحاصر شطوني

غير مااكتب وتقرا
بين طيات الدفاتر

العذر السمين

ذات بوح سكبت بين أوراقي بعضا من قناعاتي وها أنا أسكبها هنا

 
السكوت أبلغ مـن العـذر السميـن
لاغدا وقتي عـن الطيـب يحدانـي
لاقسى وقتـي وانـا احسبـه يليـن
وإنكسر صوتي على صهوة حصاني
وجيت ألم اللي بقالـي مـن سنيـن
باذلن عمري علـى كـف الأمانـي
جيت والمعنى أبـي صيـدن ثميـن
وإلا مضيت وجالها سيفـن  يمانـي
والعوض باللـي ليـا مـد  اليميـن
رز بيرقها علـى جـرد  المحانـي
لن وقف ياقف كما الضلـع المتيـن
وإن برك يبرك كما شعيل  العمانـي
مكثرن قولـة تـرى ربـي  يعيـن
لانوى عبده علـى الخيـر ونوانـي
من طلب ربه تـرى وقتـه  يزيـن
وإن كشف راسه غدا ضيف رحماني
والعرب لو هي على الحق  المبيـن
كان ماناحو علـى ذيـك  المبانـي
علـم اللـي عذبـه كثـر  الأنيـن
قل جراحاتك تـرى ماهـي تدانـي
وإن طرى للناس في قـول  اليقيـن
كلمتن تاصل على ركـب المعانـي
قل مضى عمري وأنا عايش  حزين
والملا مثلـي بعـد يمكـن  تعانـي
والسكوت أبلغ من العـذر  السميـن
لاغدا وقتي عـن الطيـب يحدانـي

كارثه جده







لإزرقاق عينيكي ألق باذخ وهدوء الشامخ بما وهبه الله من نعم
يمر به الباحثون عن ألوان لحياتهم الباهته فيحطوا برحالهم على شاطيء عينيكي بعضا من أزمنتهم
وحينما يجلجل الرعد وتكتسي السماء شيئا من السمره يهرع القوم إلى حضنك الدافي ليناموا ملء أجفانهم ويسهر الناس جراهم ويختصموا




هذا ماكتبته ذات مساء شجي من تلك السنوات التي قضيتها في المدينه المنكوبه وكنت آنذاك أدرس بالمرحله الجامعيه وهي المرحله التي عادة ماتزدحم أيامها ولياليها بالأحلام والأمال والخطط المستقبليه
وفي جده للأحلام مذاق يشبه الشهد وللأمال رائحه الزعفران وللفراغ ألوان قوس قزح وللطيش فضاء رحب وللطموح أرض خصبه
وهي حنونه كأم , حانيه كــكــفي كهل , كريمه كالديم وكـ وفره أكسجينها وتفاؤل أهلها
ومن صحبت من الجداويون آنذاك هم كالظلال يتفيئهم الغرباء والأصدقاء والأقارب , فرقتنا السنون وبقيت لهم من الذكريات أجمل مايمكن أن يمر بذاكرتي عن عمري الممتد من طفولتي وشغبها إلى صباي وطيشه إلى شبابي وإنكاساراته المتتاليه وفي آخر ركب الذكريات تأتي كارثه الأربعاء الأسود والسيول التي أجتاحت شرقي جده وشنقت ضحكات الأطفال وألعابهم وأحلام الكبار وأمالهم وقتلت مع من قتلت مابقي من ذكرياتي التي بقيت تتجول في شوارعها منذ سنوات
لم تعد جده كما كانت وقد ضاق صدرها الصغير وأنفاسها المضطربه برائحه المسك التي تنفثها البحيره الشهيره في رئتها المتعبه
لم تعد كذلك وقد إمتلأ قلبها المنهك بأحزان الثكالى والأيتام فقست
وشاخت وترهل جسدها وشاخ بأوردتها حلم النمو والتطور وذبلت شوارعها وعزف ذويها عن الهروله إلى حضنها خوفا من أن تبتلعهم
فقد إبتلعت مائه ونيف من أبنائها ومازالت أنيابها مهيئه لقضم المزيد منهم

جده
لم تعد عروس البحر فقد تحولت إلى غول بشع وتحولت ذكرياتها الجميله في مخيلتي إلى صور وقصص الذين غرقوا وهم يتجرعون مراره الحزن والآسى وخيبه الأمل وودعو الدنيا على صيحات أطفالهم وهم يستغيثون بهم وقد خالطت أدمعهم السيول التي جرفتهم

تلكم هي الحسناء التي تحولت إلى غول


اللهم ألطف بنا وتغمدهم بواسع رحمتك

قطرات من بوح




(1)


القلم

حديث العقل وقصص الراوي

وبيدق المثقفين

يحلق كطائر السمندل

ويبحر كمراكب من نور

وحين يشيخ يبقى أثره


(2)

ذات فقر

تضيق مساحات الأمل الرحبه

وتتساقط الأقنعه والمثاليه

ويتهاوى المنطق

مايلبث النور أن ينبثق

إن مع العسر يسرا


(3)

موسيقى فوضويه هي الضوضاء

الضوء ضاء

ورحل الظلام

وغدا لنا لقاء

على مائده السهر



(4)

كرائحه الخبز

ذات صبح مشرق

يمر الأمل

عند تبسمها

ويتوارى خلف جراحاتها





(5)

تمتليء الصحف بأكاذيب الساسه

ويفترشها الفقراء

لينامو على ذلك الكذب


(6)

اللامعنى

هو المعنى الذي يرسخه الساذج لوجوده


(7)

أتكيء على أوراقي

لأقف على ماأريد




(8)

حالمه

كقبله طفله

ذات عيد

وكقنينه عطر

ذات مساء شجي

بدت هذا المساء

وهمست

بوحي المتعب

كم سافرت في بوحي المتعـب شجـن
حتى توارت بالخفوق وثـار  بارقهـا
وقفت بأقصى العروق وقالت لقلبي تمن
وأقفت بنبض الخفـوق ودم  عاشقهـا