الخميس، 30 ديسمبر 2010

وشاخ الحب





بعثت إليها بباقه من ورد وأرفقتها ببطاقه تهنئه كتبت خلفها :

منذ عبثكي الطفولي الأول وأنتي ترتعين في أوردتي وما أن أشتد عودك حتى حلقتي بعيدا

وهاقد شاخت أروقه القلب وأصفرت أوراقه فهلا تركتني أتوسد منك الوريد وأتفيء
أضلعك فقد أضناني الركض وهجير العمر يمتص مابقي في جسدي من ماء الحياه؟

وما إن وصلتها حتى حملتها برفق ووضعتها بجانب أريكتها المفضله ولكنها لم تقرأ الرساله
فهي لاتعرف لغه الورود




مسرعة عادت إلى حجرتها لتتزين فزوجها على وشك الوصول وهي أعتادت منذ اليوم
الأول لزواجهما أن تأسره بجمالها ودلالها وماأن عاد حتى ركضت إليه وعانقته مبتسمه
ولم تنتظر أن يسألها فبادرته قائله : سنرزق بطفل


وسريعا كانت التهنئه ولكن دونما باقه ورد ودونما بطاقة تهنئه فهو شريك في المناسبه
على كل حال




كان حملها الأول لذا فقد كان غايه في الصعوبه ومرت بها الأيام ثقالا ملؤها الألم والمعاناه
ولكنها كانت دوما تحدث نفسها بتحقيق ذلك الحلم لذا كان الألم جميلا في سبيل تحقيق
الأمل






ومرت الأيام والشهور سراعا حتى إنقضت الشهور التسع 
وضعت طفله غايه في الجمال والبهاء وضاءه الجبين رائعه المبسم
وقد أخذت عن والدتها ملامح الجمال وتطبعت بطباعها مع مرور الزمن




تمر السنون سراعا والطفله تكبر وتكبر والأم كذلك حتى أصبحت تلك الطفله فتاة يانعه
رائعه الجمال وتسابق الرجال من أقاربها لخطبتها




تزوجت بأحد الأثرياء وسافرت إلى مدينة أخرى للإقامه والأم تتحرق إلى لقائها وهكذا
كان لها ففي العام الأول عادت إليها بماشاء الله من الهدايا وفي العام الثاني بعثت إليها
ببعض من الهدايا وبطاقه تهنئه بعيد الأم وقد كتبت لها (شكرا أمي الحبيبه)




وفي العام الثالث كانت تنتظر مولودا فعزفت عن زيارتها ولم تبعث لها بشيء




ومضت السنون وشوق الأم يتعاظم وألامها كذلك فهي لاتملك في هذه الحياه سوى إبنتها
بعد أن هجرها الزوج ومضى إلى غيرها فهي لم تعد تلك الجميله التي تعود أن يراها




وذات صباح وكعادتها أطرقت مليا ومر بها شريط الذكريات سريعا وضحكات إبنتها
ونكاتها وقررت أن تكتب إليها




ذهب لبائع الورد ووجدت بالباب عجوزا خرفه تتكيء على الحائط تستجدي الماره حسنة
تسد بها جوعا بدا أثره جليا على يديها وكتفيها النحيلين


ولأنها لم تكن تملك من المال الكثير قررت أن تبتاع الورد وتعود بالعجوز إلى منزلها
لتستضيفها فهي على وشك أن تصبح مثلها غير أنها تملك منزلا يؤيها وفي ذلك فرق
كبير




في المنزل بدا السكون مربعا وردهات المنزل تنفث رائحه الوحده وقرع حذائيهما يجلجل
في المكان




حدثت المضيفه ضيفتها طويلا ثم أطرقت وقالت :


ماأقسى هذه الحياه منذ زمن وأنا أعيش هنا وحيده لامؤنس لي من هذه الوحده التي حنت
قامتي ونخرت عظامي وذهبت بعافيتي
لقد هجرتني أبنتي وسافرت برفقه زوجها إلى مدينه أخرى وقد ذهبت إلى بائع الورد
وأبتعت باقه لأرسلها إليها فاليوم هو عيد الأم ولابد أنها رزقت بأطفال ولربما جعلها ذلك
تحن إلي




ثم أطرقت مليا


إلفتت بعد برهه إلى ضيفتها فلمحت عينيها وقد أغرورقت بعبرات ملؤها الحزن والآسى
وكانت تعتقد أن ماذكرت قد أحزن الضيفه


سريعا قالت : هلا ساعدتني في صياغه بعض الكلمات لأرسلها إلى إبنتي ؟




فجاءها الرد بصوت شاحب قد أضناه تعب السؤال طوال سنون وأنهكه هوان النفس : بلى سأساعدك ولكن عديني أن لاتكتبي إلا ماأقوله لكي
قالت : لكي ذلك
فقالت العجوز : إذا أكتبي :

منذ عبثكي الطفولي الأول وأنتي ترتعين في أوردتي وما أن أشتد عودك حتى حلقتي بعيدا وهاقد شاخت أروقه القلب وأصفرت أوراقه فهلا تركتني أتوسد منك الوريد وأتفيء أضلعك فقد أضناني الركض وهجير العمر يمتص مابقي في جسدي من ماء الحياه؟


هنا أجهشتا بالبكاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق