
من منا لم يتألم ,ومن منا لم تخنقه العبره وهو يفتش بين ذكريات الأمس عن متنفس يأوي إليه وعن ملجأ يتنفسه هربا من واقعنا المرير .
وأينا الذي لم يعتصره الألم وهو يتأمل ذات الواقع , ويسلط الضوء على مزاوله السواد الأعظم من مجتمعنا للحريه بشكل فوضوي ومسيس , تلكم الحريه التي يفترض أن تكون قانونا يجرم الفوضى ويقزم الفوضويين.
تعالت أصوات اللامعنى ,وعلت همم القوم حاثين الخطى للمضي فيما يشبه الحلقه المفرغه , وأقتلعو الشجر المثمر لينصبو تمثالا إسمنتيا للحريه , فيما تهاوت الأمثله الحيه من عقولهم وجوارحهم , وأماطو جسور الخلق الرفيع ليبنو أبراج للماده والجسد والبحث عن السلطه وتسيير من حولهم كيف شاءو ومتى أرادو
فإذا كانو نخب المجتمع هم الذين يحلقون بمجتماعاتهم في فضاء القانون الرحب والحريه الفارهه فنخب مجتمعنا إلا من رحم الله هم من حطو بمجتمعاتنا المحلقه على أرض وحله زرعت باللاوعي وغذيت بإنتهاك الحقوق والإساءه إلى الغير
(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
هذا فيما يخص عليه القوم ومن يعتبرون أنفسهم مسؤولين وهم لم يفوضو ممن يعنيهم الآمر
ولكن سعيهم للظهور أنساهم أن طالب الولايه لايولى وهم بذلك طالبو ولايه ولكن بشكل لايرى كما هو,
اليوم نحن هاهنا وغدا لانعلم أشر نسام به أم خير يسعدنا
ولكن ألم يحن الوقت لنستعد لدار البقاء ونتقي الله في من تاجرنا بقضاياهم سنون عديده حتى إبتلعنا سنابل السنوات السبع ولم نبقي للقحط شيئا
(لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه)
لأولئك الذين ملأت قلوبهم بالحقد حتى أصبح كالنار تأكل الهشيم وتمضغ الأخضر
لأولئك الذين لبسو ثياب التقوى تاره وأعملو في العامه بإسم الدين ولبسو ثياب المنطق تاره وأصابو رغبات العامه بالإستقرار والبناء في مقتل وتاجرو بقضيتهم للوصول إلى أهدافهم ولبسو ثياب المبادره بتصحيح الأوضاع تاره فقفزو على أبسط مفاهيم الخلق الحسن فأغفلو أراء القوم وكبارهم الذين أسسو وبنو وعلى أكتافهم نمت وترعرت فصول التاريخ المجيد وبإسم الشعب وبإسم مطالبه وحقوقه لنا أن نغفل الأدب والأخلاق وأن نتجاوز القيم والمباديء
وليس هكذا تورد الإبل ياأهل العلم والقلم
(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)
لأولئك الذي لايعرفون معنى التكافل والتراحم إلا كغطاء وضعوه لتمرير أهدافهم ولأولئك الذين لايعلمون ذات المعنى إلا في سعه من الرزق والعيش الرغد ولألئك الذي لايعلمون مالذي يجري حولهم
تلكم هي مزاوله الفوضى وإنتهاك حقوق الغير بإسم الحريه وبإسم الشعب وقضايا الأمه
وفي مجتمعنا القروي البسيط تتجلى في أبشع صورها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق